قصة الثائر تشي جيفارا . مدونة الكواسر
تشي جيفارا ، وهو طبيب وكاتب وزعيم حرب العصابات ، وقائد عسكري ورجل دولة عالمي ، وشخصية رئيسة في الثورة الكوبية . أصبحت صورته المنمقة ، منذ وفاته ، رمزاً في كل مكان ، وشارة عالمية ضمن الثقافة الشعبية .
ولد تشي جيفارا في الارجنتين ، سنة 1928 من أصولٍ ايرلندية واسبانية ، اكمل تعليمه حتى دخل كلية الطب ، وفي السنة الاخير اخذ اجارة ، وكانت نيته ان يعبر جميع انحاء امريكا الاتينية هو وصديقة على متن دراجة النارية ، وكان الهدف هو العمل التطوعي ؛ في مستعمره لمعالجة مرضى الجذام في البيرو ، وبالطريق؛ شعر تشي كيفارا بالذهول ، لشده فقر الناس والمزارعين هناك ، وبالظلم الكبير الواقع من قبل الملاكين الاثرياء ، المسيطرين على الاراضي ، وتغير داخليا ؛ بسبب الفقر المتوطن هناك .
دون كل رحلته؛ ووضعها في كتاب اسمه ( يوميات دراجة نارية ) ، كتب فيها كل مذكراته في رحلته؛ التي قطع فيها كثير من دول امريكا الجنوبية ، حيث قطع مسافة 4500 متر . وفي نهاية هذه الرحلة ، استنتج تشي جيفارا؛ ان امريكا الاتينية ليست دول منفصلة ،بل انها كيان واحد مشترك يتطلب استراتيجية تحرير على مستوى القارة .
ومن اجل مساعدة هؤلاء الناس ، للتخلص من الفقر والجوع ، ينبغي ترك مجال الطب والتوجه الى العمل السياسي؛ من اجل الكفاح المسلح .
كانت بدايته في دولة غواتيمالا، بسبب الاصلاحات التي قام بها الرئيس اربينز ، من انتزاع الاراضي غير المزروعه من الملاك ، وتوزيعها على الفلاحين المعدمين ، شعر تشي جيفارا بالرضى؛ من الطريقة التي اتخذتها الدولة ، وقرر البقاء في غواتيمالا ، بعدها سعى للتعرف على هيلدا ، وهي عضو بالتيار اليساره ؛ والتي بدورها قدمته الى عدد من المسؤلين في حكومةِ اربينز ، والتي اصبحت زوجته فيما بعد ، ولاحقا تعرف على عدد من الكوبيين المنفيين؛ المرتبطين بفيدل كاسترو .
وفي سنة 1954 تم الاطاحة؛ بحكومةِ اربينز بدعم من امريكا ، وفي اعقاب الانقلاب ، تطوع للقتال؛ وكان ينادي لمواصلة القتال ضد الحكومة الجديدة . احس مؤيدي الانقلاب؛ بما بفعله تشي جيفارا واراده قتله ، ثم لجأ تشي جيفارا الى السفارة الارجنتينية لطلب الحماية؛ بعدها عاد الى الارجنتين . بعد الاطاحة بحكومة اربينز ، عززت وجه نظر تشي جيفارا تجاه امريكا؛ باعتبارها القوة الاستعمارية؛ التي تحاول وتدمر اي حكومة؛ تسعى لمعالجة عدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية ، واقتنع انه لا يتم تحقيق الماركسية الا من خلال الكفاح المسلح ..
انتقل تشي جيفارا الى المكسيك ، وعمل في المستشفى ، ومن هناك التقى بالمنفيين الكوبيين ، ثم التقى براؤول كاسترو، والذي لاحقا عرفه باخيه الاكبر فيدل كاسترو ، واصبحو الان ؛ يفكرون بالاطاحة بالرئيس الكوبي باتيستا؛ المدعوم من أمريكا .
كانت الخطوه الاولى ، الهجوم على كوبا من المكسيك ،وكان عددهم 82 ، وفي سنة 1956 قام جيش باتيستا ؛ بالهجوم عليهم بعد الهبوط مباشره ، وقتل العديد من افراد تشي جيفارا ، واضطروا بالانسحاب الى الجبال ، ومن هناك؛ اخذو يتلقون الدعم ، بعدها اقام تشي كيفارا مركزا لتدرين المجندين الجدد ، وكذلك اقام مصنع للقنابل اليدوية ، وانشأ مدرسة لتدريس الفلاحين الاميين، وانشأ كذلك عيادةٍ صحية ؛ وورشة عمل لتعليم التكتيكات العسكرية ، وصحيفة لنشر المعلومات ، ولقب تشي جيفارة بعقل الثورة ، وتمت ترقيته من قبل كاسترو الى القائد الثاني .
خلال هذا الوقت أصبح جيفارا خبيراً في تكتيكات الكر والفر؛ ضد جيش باتيستا ، ومع استمرار الحرب؛ تمكن تشي جيفارا من التقديمِ شيئا فشيئا ، حتى وصل الى العاصمة الكوبية هافانا ، وفي عام 1959 تفاوض باتيستا مع تشي جيفارا على السلام ، ومعلنا انسحابه من السلطة . اعلنت الحكومة الثورية ؛ان تشي جيفارا مواطنا كوبيا، لدورهِ في الانتصار ،وعين وزيرا للصناعة وممثلا لكوبا في الخارج، والناطق عنها في الامم المتحدة ، وفي هذه الفترة ، اعلن تشي جيفارا ان هم الحكومة الكوبية الجديدة ، هو تحقيق العدالة ، ووضع قانون الاصلاح الزراعي ، وقام بمصادرة الكثير من الاراضي ووزعها على المزارعين .
وخلال السنوات الاحقة ، تنقل تشي جيفارا؛ بين الكثير من الدول؛ ومنها العربيةِ والافريقية ،واطلع على اوضاعها ، وكان غير راضيا على حال هذه الدول ، وكان ينتقد سياسات الاتحاد السوفيتي المتمثل بالشويعيه والولايات المتحده المتمثلة بالنظام الراسمالي . وكان هناك خلاف بينه وبين كاسترو؛ حول نهج السياسة ، وكان متخوفا من زياده شعبية تشي جيفارا .
وفي سنة 1965 ، ارسل تشي جيفارا رساله الى كاسترو ، الذي اعلن عن نيته عن مغادرة كوبا ، من اجل القتال؛ ومن اجل القضايا الثورية بالخارج ، اضافة الى ذلك ، استقالهُ من جميع مناصبه في الحكومةِ والحزب ، وتخليه عن الجنسية الكوبية ، وظلت تحركات تشي جيفارا محاطة بالسرية . وفي ظل اختفاءة ، انتشرت شائعات تقول عن مقتل جيفارا على يده زميله كاسترو ، مما اظطر الاخير عن كشف رساله ، كتبت بخط يد جيفارا؛ حيث قال (( أشعر أني أتممت ما لدي من واجبات تربطني بالثورة الكوبية على أرضها، لهذا أستودعك، وأستودع الرفاق، وأستودع شعبك الذي أصبح شعبي. أتقدم رسمياً باستقالتي من قيادة الحزب، ومن منصبي كوزير، ومن رتبة القائد، ومن جنسيتي الكوبية، لم يعد يربطني شيء قانوني بكوبا )).
بعدها توجه الى افريقيا في دولة الكونغو ، ليقدم عمله بوصفه خبيرا بحرب العصابات ، والتي عرفت بازمة الكونغو . الا ان الثوره هناك لم تنجح ، وتوجه الى بوليفيا ؛ لقيادة ثوره جديده .
وفي ادغال بوليفيا ، انشا معسكرٍ للتدريب ، الا انه لم يحصل على الدعم الكافي ، اضافةٍ الى؛ ان بعض القرويين اصبح مخبر لحكومة بوليفيا ، وفي نهاية المطاف ، حدثت مواجهة بين الجيش البوليفي؛ وتشي جيفارا ومجموعته ، واصيب خلالها وتم اسره ، وبعد يوم ونصف تم اعدامه ، وكان هذا بتاريخ 1968 .
ارتبط اسم تشي جيفارا بالثائر ، ضد الظلم والمطالبه بالمساواة، لينعم الفقراء بحياة افضل اسوة بالباقين . وبني له نصب تذكارية في كوربا؛ تخليدا لذكرا ...
مدونة الكواسر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكرا لتواجدك